محمود حسين
إعتُقل صحفي الجزيرة محمود حسين في القاهرة ديسمبر ٢٠١٦. هو واحد من صحفيين كثر في سجون مصر، ولا يزال في فترة الحبس الإحتياطي. السلطات المصرية تتهم حسين بنشر أخبار كاذبة وبالتحريض على الدولة، ولكن لم يتم توجيه أي إتهام رسمي إليه ولم يتم تقديم أدلة لتأكد ما اتهم به.
محمود حسين: عائلة تحارب لتحقيق العدالة
تخيل أن تُسجن لمدة ٤٠٠ يوم بدون أن تعرف ماذا أدنت به – أو إن كنت ستخرج من السجن حيا أم لا. هذا حال محمود حسين، صحفي وأب لتسعة أطفال ذنبه الوحيد كونه صحفيا في مصر. وهو ليس الوحيد: مصر الدولة الثالثة عالميا حيث تتصدر تركيا والصين المركز الأول والثاني.
حسين، وهو مصري الجنسية مقيم في قطر، كان قد تم تأخيره في مطار القاهرة الدولي أثناء عودته لقضاء عطلة الصيف مع عائلته وذلك يوم ٢٠ أغسطس ٢٠١٦. تم التحقيق معه لمدة ١٤ ساعة بدون محامي، وأُطلق سراحه لاحقاً، ولكن بعد بعض أيام تم إعتقاله مجدداً.
في ٢٥ ديسمبر ٢٠١٦ إتهمته السلطات علنيا بـ”نشر أخبار خاطئة وإستلام أموال من حكومات أجنبية بهدف الإسائة الى مصر وسمعتها” . وقد تم عرض حسين في الإعلام المصري على أنه جاسوس وإرهابي. ومنذ ذلك الحين تم تجديد حبسه الإحتياطي ١١ مرة. وإلى الآن لم يقدم القضاء أي تهم رسمية، ولم تعرض الحكومة المصرية أي دليل قد يؤكد الإتهام ويبرهن الحبس.
وقد قضت المجموعة المتخصصة في الحبس القصري التابعة للأمم المتحدة في شهر يناير ٢٠١٦ أن حبس محمود بالفعل حبس قصري، وأن أحوال إعتقاله وسجنه “تعسفية، غير أدمية ومذلة”
عائلته الكبيرة تفتقده
إبنة حسين الكبرى، آيه محمود حسين، غاضبة ومخيب ظنها بسبب طريقة تعامل الحكومة المصرية مع عائلتها ومع حالة أبيها وفي حوار مع المؤسسة الدولية للصحافة قالت آيه أن أبيها كان يربيها وجميع أخواتها على حب الوطن حيث قالت إبنته أنها “شعرت بالغضب الشديد عندما صوّر الإعلام المصري أبي على أنه إرهابي”. “كيف يمكنهم وصف أب حنون وطيب مثله بالإرهابي؟”
وقد تعرضت عائلة حسين لمعاناة كبيرة بسبب اعتقاله؛ نُشرت معلومات خاصة كثيرة عنهم وصور شخصية لهم كجزئ من حملة النظام المصري على تشويه صورة أبيهم كأنه عدو للدولة. وسُئل أطفاله في المدرسة إن كان أبوهم إرهابيا فعلاً. وتم فصل إبنته زهره محمود حسين من عملها في قناة تلفيزيونية عندما اكتشف رب عملها أن أبوها الصحفي المسجون. ووضعت زهره الآن حلمها أن تصبح صحفية مثل أبيها جانباً، لتعمل وتأمن المال لعائلتها.
أحوال سيئة في السجن
أطفال حسين قلقون على صحة أبيهم في السجن. أوّل ثلاثة أشهر من حبسه قضاهم حسين في الحبس الإنفرادي في زنزانة ضيقة مليئة بالحشرات، ولم يسمح له بالكلام أو التواصل مع أحد. وفقد كثيرا من وزنه بسبب قلة الطعام، إضافةً الى أن عائلته وأصدقائه يؤكدون معاناته النفسية والجسدية. في الصيف الماضي انتظر أكثر من ٧٢ ساعة ليتلقى أي عناية طبية بعد أن كسر ذراعه بسبب سقوطه في السجن. وبالرغم من أن كسر ذراعه لم تلتأم جيداً بسبب قلة الإهتمام الطبي، مُنع من تغيير ضمداته و منع أيضاً من عملية جراحية.
حالياً حسين في زنزانة مع ثلاثة أشخاص آخرين حُبسوا بسبب جرائم جنائية مثل القتل. يُسمح لأهله بزيارته مرة في الأسبوع. وجاء على لسان غبنته إبنته آيه، التي تدرس في فرنسا حيث زارته مرتين في عطلة عيد الميلاد. “أحسست بالإكتئاب عندما رأيته بزي السجناء. ليس ذلك ما يجب أن يرتديه أبي، أنا أعرف ذلك السجن وليس هو المكان الذي أريد أن أقابل فيه والدي”
كفاح للعدالة
قالت ابنته آيه أنه يؤلمها اللجوء الى الجهات العالمية للمساعدة. لأنها تؤمن بأن مصر يجب أن تحترم مواطنيها. وأنه لا يصح أن يدفع الصحفيين ثمن الخلاف السياسي بين مصر وقطر.
حيث في السنين الماضية قد استهدفت مصر قناة الجزيرة في قطر، بسبب اتهامها بمساندة جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها الحكومة المصرية كجماعة إرهابية. وأوقفت حكومة مصر الجزيرة عن العمل في مصر واعتقلت عدداً من العاملين بالقناة، بينما هاجم مساندو الحكومة مقر القناة بالقاهرة. في عام ٢٠١٦ حكمت محكمة جنائية على رئيس تحرير قناة الجزيرة، إبراهيم هلال، بالإعدام غيابياً.
وبالإضافة الى ذلك لا تحب آية أن تطلب من دول أجنبية الوقوف ضد وطنها مصر،الذي رباها أبوها على حبه. “أتمنى أن تكون مصر على علاقة جيدة مع كل الدول”. “ولكن أريد الضغط على الحكومة المصرية لتحقيق العدالة ولإخراج أبي، وأي شخص سُجن لفترة طويلة بدون أي تهمة رسمية واضحة، وهذا حال الكثير من المصريين”